الملك والحكيم
فى يوم من الايام كان هناك ملك طاغية يعيش فى قصرة الكبير متفاخرا بشدة ثراءة و عظمتة فالجميع يخدمونة و
يتولون رعايتة يجلس يوميا على عرشة الضخم فى قصرة و الالاف من الناس يقومون بخدمتة . و فى يوم فكر
الملك فى دعوة جميع من يعيش فى مملكتة حتى يشعر بشدة قوتة و ثراءة امام عامة الشعب الذين سيأتون
بالطبع مسرعين لتلبية نداء الملك المتفاخر . وبالفعل عند حلول المساء وفد العديد من الناس الى قصر الملك
وجلس الملك امامهم على العرش متفاخرا و استبد به الغرور فصاح فى الجمع قائلا : انا سيد هذا العالم و البشر
جميعا ما هم الا خدم لى وهنا جاء صوت ضعيف من بين الجموع يقول : انت مخطئ فى كلامك فجميع البشر
خادمين لبعضهم البعض !! ساد الصمت للحظات و انتشر الخوف و الوجوم على وجوه جميع الحاضرين حتى
صاح الملك فى غضب شديد : من هذا المتمرد الذى قال هذا
الكلام و حاول اهانتى ؟ من الذى قال اننى خادم ؟ عندها جاء الصوت الضعيف مرة اخرى يقول
ها انا ذا الذى اقول ان البشر سواسية و ان الجميع يخدم بعضهم البعض و خرج من بين الناس شيخ
ضعيف نحيل الجسد ذو لحية بيضاء يتوكأ على عصاه .
استهزأ به الملك على الفور لمظهرة الضعيف و قال له هذا انت الذى تقول عنى خادم يا ايها الابله ؟ من انت حتى
تقول عنى خادم ؟ رد الرجل العجوز فى هدوء : انا رجل من عامة الشعب و ليس فى قريتنا ماء و جئت اطلب منك
ان تأمر بحفر بئر فى قريتى حتى يشرب الناس و تسقى الزروع . فقال له الملك المشتغل غضبا : اذا انت مجرد
متسول و جئت الى قصرى كى تطلب مساعدتى ثم بكل وقاحة تحاول اهانتى و تقول عنى انى خادم ؟! قال له
العجوز : نعم يا سيدى كلنا بشر و كلنا نخدم بعضنا البعض و سوف اثبت لك هذا قبل حلول مساء اليوم . قال الملك
فى تحدى : نعم هيا اجبرنى على ان اخدمك و اذا ثبت لى صحة كلامك سوف احفر لك بدلا من البئر ثلاثة آبار و
لكن اذا اخطئت فسوف اضرب عنقك بسيفى هذا . قال العجوز : اتفقنا يا سيدى و لكن من عادتنا فى قريتى اننا
حين نقبل الرهان و التحدى يجب ان نمس اقدام من نتحدى , امسك عصاى يا سيدى حتى المس قدماك . فاخد
الملك عصا الرجل حتى مس القدماه و حين قام الرجل قال للملك شكرا لك و الان اعطنى عصاى فاعطاه الملك
عصاه . حينها صاح الرجل فى فرح : هل تريد دليلا اخر على صحة كلامى ؟
قال الملك مندهشا : ماذا تقصد ؟
فرد العجوز الذكى : طلبت منك ان تحمل عصاى فحملتها ثم طلبت منك اعادتها لى فاعدتها لى بمجرد ان
طلبت منك هذا . الان هل رأيت ان الناس تخدم بعضها البعض ؟ سر الملك كثيرا من ذكاء العجوز و بالفعل
قام بحفر العديد و العديد من الابار فى قريتة كما عينه مستشارا له .