يحكى أن مزارعا كان عنده بقرة يستعملها في ريّ أرضه
في كل صباح يأخذ البقرة من حظيرتها إلى الساقية ثم يربطها بخشبة الساقية لتدور حولها وتُخرج الماء , أما هو
فيذهب إلى حقله فيشق الأرض بفأسه ليوصل الماء إلى أصول الشجر .
فجاء الشيطان يوما للبقرة وهي تدور حول الساقية , فقال لها : لماذا تُتعبين نفسك بالعمل المتواصل دون راحة ؟
اجلسي واستريحي قليلا .
فقالت له البقرة : أخشى أن يغضب صاحبي .
فقال لها الشيطان : وما يدري صاحبك أنك جالسة ؟ , إنه مشغول بأرضه ولا يراك .
فجلست البقرة عن العمل , وتوقفت الساقية .
فوجئ المزارع بأن الماء قد توقف عن الوصول للشجر ..فذهب ينظر إلى البقرة , فإذا هي جالسة , فلما رأت البقرة
صاحبها مقبلا قامت مسرعة تدور حول الساقية , فلما ولى ظهره وعاد لأرضه توقفت عن العمل من جديد .
فكر المزارع ماذا يفعل كي لا تتوقف البقرة عن العمل , فوضع في عنقها جرسا وقال : هكذا أعرف أن البقرة تعمل
أم لا تعمل .
جاء الشيطان للبقرة فقال لها : توقفي عن العمل واجلسي .
فقالت له : لا أستطيع , فصاحبي علَّق في رقبتي جرسا يتوقف عن الرنين إذا توقفت عن العمل .
فقال لها الشيطان : كلا ..إنما أراد صاحبك فقط أن يسمع صوت الجرس لأنه جميل , فاجلسي وحركي رأسك فيتحرك
الجرس . اقتنعت البقرة بالفكرة , فجلست وبدأت تحرك رأسها , واستمر الجرس بالرنين فعلا..بينما هي في
الحقيقة لا تعمل . استغرب المزارع من الأمر ..لماذا توقف الماء عن التدفق رغم أن جرس البقرة يرن بصوت
عال !! ذهب المزارع ليرى البقرة..فكانت المفاجأة ..إنها جالسة وتحرك رأسها !
غضب المزارع من بقرته غضبا شديدا , فأحضر من مزرعته عصا غليظة , وانهال على البقرة بالضرب لتقوم للعمل
فأخذ الشيطان يصرخ بالبقرة وهي تتألم من الضرب ويقول لها : أيتها البقرة , حركي رأسك أكثر , إن صاحبك يريد
أن يسمع صوت الجرس أعلى وأعلى .
صاحبها يضربها لتقوم للعمل , والشيطان يقول لها : زيدي من تحريك رأسك أكثر , إنما يضربك صاحبك لتجعلي
الجرس يرن أكثر . أخيرا..يئس المزارع من بقرته فقرر أن يذبحها .