الغلام والعصفورة
كان الغلام يسير بين الحقول في هدوء , وفي يدة فخ وبا لأخرى كيس به
بعض الحبوب .
وقف الغلام عند كومه من التراب وتلفت حوله فرأى اشجاراً كثيرة فقال : ها
هنا تأتي العصافير وتتجمع .
كان انتهى من وضع فخه عندما لمحته عصفوره جميله كانت تقف على
غصن شجره قريبه .
انحدرت العصفورة واقتربت من الغلام وقالت : سلام ايها الغلام !
قال الغلام : وعلى العصفورة السلام !
العصفورة : مالي أرى ظهرك منحنياً ؟!
فقال : من كثرة الصلاه ثم قالت : ومالي أراك نحيلاً بادي العظام ؟!
فقال : من كثرة الصوم ياعزيزتي العصفورة .
فقالت العصفورة : يالك من غلام عابد ، وما هذا الثوب الخشن الذي تلبسه ؟
فقال : هذا ثوب الزاهد العابد ..
فسألته : وما تلك بيمينك ؟
فقال : هي عصاى أهش بها على غنمي في الحقول والمراعي
فسألته : إنني أرى فوق التراب حبوب قمح وذره مما تشتهي نفسي
فقال الغلام : قلت أفعل افعال أهل الصلاح والخير , وأطعم الطيور
الجائعه والبائسة .
فقالت العصفوره : هل لي ان أطعم من هذا الحب .
فقال الغلام : نعم ..كل ما شئت منه / فشكرته العصفوره , ونزلت
مسرعه لتلتقط الحب من الأرض بمنقارها ,
فأنفرد الفخ وقفز وأمسك برأسها .
ووقعت العصفوره في الشرك (الفخ) وهي تصرخ :
- يالك من غلااااااااااااام ماااااااكر !!
