المهر الصغير
كان في قديم الزمان مهر صغير وأمه يعيشان في مزرعة جميلة حياة هادئة وهانئة، يتسابقان تارة ويرعيان
تارة أخرى ، لا تفارقه ولا يفارقها ، وعندما يحل الظلام يذهب كل منهما إلى الحظيرة ليناما في أمان وسلام.
وفجأة وفي يوم ما ضاقت الحياة بالمهر الصغير ، وأخذ يحس بالممل ويشعر أنه لم يعد يطيق الحياة في
مزرعتهم الجميلة ، وأراد أن يبحث عن مكان آخر. قالت له الأم حزينة : إلى أين نذهب ؟
ولمن نترك المزرعة ؟, إنها أرض آبائنا وأجدادنا .
ولكنه صمم على رأيه وقرر الرحيل ، فودع أمه ولكنها لم تتركه يرحل وحده ، ذهبت معه وعينيها
تفيض بالدموع . وأخذا يسيران في أراضي الله الواسعة
، وكلما مرا على أرض وجدا غيرهما من الحيوانات يقيم فيها ولا يسمح لهما بالبقاء...
وأقبل الليل عليهما ولم يجدا مكاناً يأويا فيه ، فباتا في العراء حتى الصباح،جائعين قلقين ، وبعد
هذه التجربة المريرة قرر المهر الصغير أن يعود إلى مزرعته
لأنها أرض آبائه وأجداده ، ففيها الأكل الكثير والأمن الوفير ،فمن ترك أرضه عاش غريباً