قصة الفريق الازرق
خرج عادلٌ مع أخيه سالمٍ لحضورِ مُبَارَاةِ كُرَةِ القدمِ المُرتقبة، كان لكلٍّ مِنهما وِجْهَةُ نظرٍ مختلفةٌ، عادلٌ سيُشجِّع الفريقَ الأزرقَ؛ لأنَّه من وِجهة نظرِه فريقٌ يُحسن اللعبَ ويستطيع بتعاوُنِ لاعِبيه أن يُحْرِزَ الأهدافَ النَّظيفة، بينما يرى سالمٌ أنَّ الفريقَ الأحمرَ هو الأجدرُ بالفوزِ؛ لأنَّ كابتن الفريق الكابتن شادي يُعَدُّ أمهرَ مُهَاجِمٍ رأتْه عيناه.
وما هي إلَّا دقائقُ حتَّى كان عادل وأخوه سالم يجلسان على مِقعدين مُتجاوِرَيْن بالصُّفوفِ الأماميَّة، وبدأتِ المباراةُ المُنتظرَةُ، المُدرَّجاتُ تمتلىءُ بالمُشجِّعين من الطَّرَفين، الأصواتُ تعلو وتنخفض، الفريق الأحمر يُهاجم حتى يَصِلَ لمرمَى الفريق الأزرق ولكنَّ الدِّفَاعَ يتعامل معهم ويُعِيدُ الكرةِ لملعبِهم.
الفريقُ الأزرقُ يتعاون ويتقدَّم، لا يستأثر أحَدٌ مِنهم بالكرة، بل كلٌّ منهم يُؤَدِّي دورَه في المنطقةِ المُخصَّصة له، هذا يَدفع الكرة لهذا، ويبدأ الهُجومَ المُنَظَّمَ لِتستقِرَّ الكُرَةُ في مَرمى الفريق الأحمر وتعلو أصواتُ المُشجِّعين للفريقِ الأزرقِ لِتُزَلْزِلَ أرجاءَ الملعب: جووووووول.
لاحظَ سالم أنَّ كابتنَ فريقِه المُفضَّل يُحاول جاهدًا أنْ يَظْهَرَ في الصُّورَةِ فيُؤَدِّي دورَه وأدوارَ لاعِبين غيره، فهو يستأثِر بالكرة وقد يكون هناك لاعبٌ أقربَ منه للمرمَى ولكنَّ الكابتنَ شادي لا يُفكِّر في إعطاء أحدٍ الكرةَ ويُفضِّل أن يُحْرِزَ هو الهدفَ وقد أثار هذا استياء َأفرادِ فريقِه.
بدأ الوقتُ ينفدُ واقترب الشَّوْطُ الثَّاني مِن نهايتِه والنَّتيجة اثنان للفريق الأزرق صفر للفريق الأحمر، كانتِ الدَّقائقُ الأخيرةُ مُثِيرَةً بِحَقٍّ، العيونُ مُسَلَّطةٌ على السَّاحرة المُستديرة، الأنفاسُ تعلو وتنخفضُ، المُشجِّعون يُتابعون بشَغَفٍ ما سَتُسْفِرُ عنه المباراةُ، وفي النِّهاية انطلقت صافرةُ الحَكَمِ مُعْلِنَةً فوزَ الفريقِ الأزرقِ بالكأس.
عاد سالم بصُحبة أخيه عادل وقد اقتنع تماماً بِصِدْقِ حديثِ أخيه حول تَعَاوُنِ الفريق الأزرق.. فالتَّعَاوُنُ قَادَهُمْ للفوزِ.
