قصة العقل والقوة
قَفَزَ الأسدُ أمامَ الثَّعلبِ قائلاً: أنا جائعٌ أيها الثعلبُ، وأنتَ طعامي اليوم.
فقالَ الثَّعلبُ بمَكْرٍ: مولاي الأسد، ما أسعدني أنْ أكونَ وجبةَ غذائك. إنَّهُ لشرفٌ لي، ولكنِّي ضعيفُ جدًّا، ولم آكلْ منذُ الصباحِ، لذلكَ لنْ تشبعَ حينَ تأكلني. ولحمُ الثعالبِ الجائعةِ يكونُ مُرًّا..
فقالَ الأسدُ مُتعجبًا: وما العملُ إذن؟
فأجابَ الثَّعلبُ: لقد كنتُ ذاهبًا لأصطادَ أرنبًا في جُحْرٍ قريبٍ، فانتظرني لحظاتٍ حتى اصطادَه ُوآكلَهُ.. وعندَها سأصبحُ سمينًا ولحمي لذيذٌ، ويمكنكَ أنْ تأكلني وتَشبَعَ.
فقالَ لأسدُ: فكرةٌ هائلةٌ. هيَّا اذهبْ بسرعةٍ، واحذرْ أنْ تحاولَ الهربَ، فأنا أُتابعُكَ وسألحقُكَ في لحظةٍ.
قالَ الثَّعلبُ: ثِقْ بي يا مولاي.
وأسرع الثَّعلبُ نحو شجرةٍ كان قد رأى بجوارِها فَخًّا نَصَبَهُ الصَّيَّادُ، وهو يقولُ لنفسه: سأخدعُ به الأسد!
وبسرعةٍ، وَقَفَ خَلفَ الشَّجرةِ، وأَخَذَ يُنادي الأسدَ قائلاً: لقد فَرَّ الأرنبُ، وأنا ضعيفٌ، ولا أستطيعُ العودةَ إليك.
فقالَ الأسدُ غاضبًا: حسنًا سآتي إليك، وآكلُكَ .وبعد ذلك أبحثُ عن شيءٍ أُكمِلُ به طعامي.
وقَفَزَ بسرعةٍ نحوَهُ، فَوقَعَ على الفورِ في الفَخِّ. وأَخَذَ يصرُخُ: آه، لقدْ خدعْتَني أيها الماكر!
فقال الثَّعلبُ: هذا لكي تَعْلَمَ أنَّ القُوَّة َليستْ كلَّ شيءٍ، وأنَّ العَقْلَ يُمكنُهُ أنْ يَهزمَ القُوَّةَ.
