القائمة دخول


قصة لماذا تبكي يا بني


عادَ 
أبو منصُور لمنزِلِهِ وهُوَ يَشْعُرُ بالجُوعِ الشَّديدِ، وبعدَ أنْ سلّمَ على أهلهِ طلبَ مِنْ زوجتهِ أنْ تُحضِرَ لهُ الطَّعامَ في الحَالِ، ولكنَّهَا قبلَ أنْ تفعلَ ذلكَ هَمسَتْ في أذُنهِ قائلةً له:

- ولكنَّ ابنَكَ منصُور لا يُريدُ أنْ يتنَاولَ الطَّعامَ معنَا هَذّا اليَوم !!

اعتدلَ أبو منصُور وهو في حالةٍ منَ الدهْشةِ والاستغْرابِ وقال :

- مَاذَا تقُولين؟ منصُور لا يُريدُ أنْ يتناولَ الطّعامَ معَنا ! لماذا؟ هل هُوَ صائِمٌ اليوم..؟!

أجَابَتْ : مُنذُ عودتهِ مِنَ المَدْرسةِ وهُوَ يبكي في غُرفتهِ ولا يتوقَّفُ عنِ البُكاءِ ..

نهضَ أبو منصُورٍ بسُرعةٍ واتَّجَهَ ناحِيةَ غُرفةِ ابنهِ ..

طرقَ بابَهَا ثُمَّ دخلَ على ابنهِ ليجدَهُ في حالةِ حُزنٍ شديدٍ وبكاءٍ مريرٍ ..

اقتربَ منهُ وقالَ لهُ : مَاذَا بكَ يا بُنيَّ ؟ ما الذي أصَابَك؟

استمرَ منصُورٌ في البُكاء دونَ إجَابَة ..

مدَّ أبوه يدَه إلى رأسهِ وجعلَ يتحسَّسُ شعرهُ بلطفٍ وهُوَ يقولُ له:

هلْ ضربكَ أوْ شتَمكَ أحدٌ مِنْ زُملائكَ يا بُنيَّ؟ أمْ أنَّكَ قصَّرتَ في واجِبَاتِكَ المدرسية فعاتبَكَ المُعلِّم عتاباً أدَّى إلى هَذَا البُكاءِ؟

رفعَ منصورٌ رأسهُ وقال لأبيهِ : كلاّ يا أبي .. لا هَذَا ولا ذَاكَ ..

قالَ الوالدُ بتعجُّب ودهْشةٍ: إذنْ مَا الذي يجعلُكَ تبكي بحرقةٍ هكذَا يا بُنيَّ؟

مسحَ منصورٌ دُموعهُ وقال : لقدْ تُوفيَ جارُنَا العمُّ سعيد ..

سمعَ الأبُ ذلكَ فقالَ مُتعجّباً: وتبكي لموتهِ هَكذَا يَا بُنيَّ .. إنَّهُ رجلٌ عجوزٌ قدْ شبعَ منَ الحياةِ، ولا أظُنُّ أحداً مِنْ أبنائِهِ بكى لموتِهِ مثلَ بُكائِكَ هَذَا .. عجباً لأمركَ واللهِ .. وهلْ إنْ مُتُّ أنَا ستبكِي لوفَاتي مثلَ بكائكَ لوفاةِ العمِّ سعيد يا منصُور .. والله لا أظنُّ ذَلِك .. دعْكَ مِنَ البُكاءِ على شيخٍ هرمٍ استراحَ وأراحَ يا بُنيَّ، وهيَّا لنتناولَ طعامَ الغداءِ فقدْ كِدتُ أموتُ منَ الجوعِ..

نظرَ منصورٌ إلى أبيهِ بعينَيْنَِ فيهما عتابٌ شديدٌ ثُمَّ قالَ:

كلاّ يا أبي .. لنْ أتوقَّفَ عنِ البُكاءِ على شيخٍ طالمَا اصطَحَبني للمسْجِد، وعلّمني القرآنَ، ونصحني بمرافقةِ الصَّالحينَ، وأرشدني إلى الصراطِ المستقيمِ، وكانَ يرعاني كأني أحدَ أبنائهِ، ويخافُ عليَّ، ويسألُ عنّي، ويلقي عليَّ الدُّروسَ والنصائحَ كلَّ يوم .. كيفَ لا أبكيهِ وقدْ كانَ لي أباً وأخاً وصديقاً .. كيف لا أبكيهِ وقدْ هداني اللهُ بهِ إلى الطَّريقِ الصحيحِ بينَما أنتَ لاهٍ عني وغافلٌ لا تهتمَّ بي، ولا تقودني للمسجدِ، ولا تسألَني عنِ الصَّلاةِ وعن أصحَابي، ولا تنصحني، بل إنّكَ لا تذهبُ للمسجدِ لأداءِ الصلاةِ أبداً، ولا تحرصُ عليهَا، ولا همَّ لكَ إلا جمعَ المالِ، وملذاتِ الدُّنيا .. فكيفَ تُريدنِي أنْ أبكيكَ إن مُتَّ مثلَ بُكائي على هَذَا الشيخِ الصّالح..؟!

سمعَ أبو منصُور كلماتِ ولَدهِ فشعرَ بأنّها نارٌ أحْرقَتْهُ، فنهضَ وجعلَ يُفكّرُ فيهَا ويُراجعُ نفسَهُ فيمَا قدَّمهُ لولَدِهِ، فشعرَ بالتقصيرِ الشَّديدِ وأحسَّ بالنَّدمِ ..

حاولَ أنْ يخفي دُموعهُ التي سالتْ على خدَّيهِ ، وأدارَ ظهرهُ وهوَ يقولُ لابنه :

معكَ حقٌّ يا بُنيّ .. فلمْ أكُنْ لكَ مثلَ الشيْخِ سعيد رحمهُ الله .. الآن عرفتُ كمْ كنتُ مقصّراً في تربيتِكَ على الإيمان .. والآنَ عرفتُ أنني كنتُ غافلاً عن العملِ لآخرتي .. والآنَ لا بُدَّ أنْ أتوبَ وأرجعُ إلى الله عزَّ وجل .. وأُعوِّضكَ عمَّا سبق ..

فوجئ الوالدُ بابنهِ منصور يقفزُ فرحاً ويُعانقُ والِدَهُ وهوَ يقول:

الآنَ سأتوقَّفُ عن البُكاءِ يا أبي .. فقدْ عوَّضني الله عن الشيخِ سعيدٍ برجلٍ صالحٍ سيهتمُّ بي ويرشُدني إلى الطّريقِ الصّحيح .. إنّهُ أبي .. الحمد لله ..

كانت الأمُّ تراقبُ ما يجري ودُموعُهَا تسيلُ على خَدَّيْهَا ..

توجَّهتْ نحوَ القِبلةِ وسجدتْ شُكراً للهِ على توبة زوجِهَا على يديْ ولدها منصور ..


عفوا، هذا الفيديو غير متاح لك ..

loader
 

مجلة المحب للاطفال مكتبة عربية لتحميل ومشاهدة الإنيمي المترجم والمدبلج

افلام كرتون مدبلجة للعربية مشاهدة افلام كرتون ديزني انمي مترجم مشاهدة اونلاين

كونان ناروتو سبيس باور سبيس تون رسوم متحركة mbc3

العاب كرتون نتورك عربية - سبيس تون وسبيس باور

الجزيرة للأطفال ونكلودين العاب فلاش وقصص وحكايات اطفال almo7eb kids

قـلوبنا معك غـزة