
بعد الانتهاء من صلاة المغرب وذهاب المصلين، وقبل أن يغادر الإمام المسجد لفت نظره شاب
شاحب الوجه كثير الهموم، اقترب منه وأخذ يربت على كتفه بحب ثم سأله عمّا أصابه..
فأجاب الشاب بغصة كبيرة:
- أيها الإمام الفاضل، لديّ هموم ومشاكل تؤرقني ولا أستطيع حلّها!!
ردّ الإمام بابتسامة حلوة تشرق بين شفتيه:: سأسألك – يا بني- سؤالين وأريد إجابتهما؟
الأول: أجئت إلى هذه الدنيا ومعك تلك المشاكل؟ أومأ الشاب بالنفي.. فاستدرك الإمام قائلاً:
- هل ستترك الدنيا وتأخذ معك مشاكلك؟..
أجاب الشاب بثقة مطلقة: طبعاً لا– يا شيخي-
أمسك الإمام بيد الشاب بحب قائلاً:
- أمرك عجيب يا بني.. أمر لم تأتِ به ولن يذهب معك.. الأجدر ألا يأخذ منك كل هذا الهم
والتفكير.. فكن صبوراً على أمر الدنيا وليكن نظرك إلى رب السماء والأرض وداوم على الاستغفار
يكن لك ما أردت.. ابتسم – يا ولدي- واعلم أنّ رزقك مقسوم وقدرك محسوم وأحوال الدنيا
لا تستحق كل هذه الهموم لأنها بين يدي الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم،
هو أعلم بحالك وسيجعل لك من أمرك فرجاً ومخرجاً، قل يارب ووكّل أمرك إليه يسهّل لك
أمورك ويعطك سؤلك، لأنه هو الكريم الجواد!