أنهى الكِسائيُّ دَرْسَهُ، ونَهَضَ لِيْنصَرِفَ، فرَكَضَ تلميذاهُ الأميرانِ: الأمينُ والمأمونُ إلى
حِذاء الأستاذِ، وأمسكَ كلُّ أميرٍ بفَرْدَةٍ من الحذاءِ، وهو يُشَاجرُ أخاهُ على الفَرْدَةِ الأخرى،
لتقديمِ الحذاء إلى الأستاذِ، ثُمَّ اتفَقَ الأميرانِ: أنْ يُقَدِّمَ كلُّ أميرٍ فَرْدَةً.
في اليومِ التالي، سألَ الخليفةُ هارونُ الرشيدِ مُعَلِّمَ وَلَدْيهِ: مَنْ أعزُّ النّاسِ؟.
أجابَ الكسائيُّ: أنتَ يا أميرَ المؤمنين.
قالَ الرشيدُ: بلْ أعزُّ الناسِ مَنْ يَتَسابقُ ولدا أميرِ المؤمنينَ لتقديمِ الحذاءِ له.