في مجلس الشيخ آق شمس الدين (عالم سوري من علماء النبات والطب والصيدلة ومربي) دخل
عليه تلميذه النجيب ابن الثالثة عشر اسمه محمد الفاتح، ولما رآه الشيخ أخذ يضربه ضرباً
مبرحاً دون سبب حتى أبكاه بكاءً شديداً..
بعد سنة من الزمن سلّم السلطان مراد الثاني الحكم لإبنه محمد الفاتح وكان عمره 14 سنة،
وكان أول عمل فعله استدعاء شيخه آق شمس الدين، ولما حضر سأله
محمد في غضب وتعجّب شديدين:
- أهلاً بشيخي الفاضل، أرجوك قل لي لماذا ضربتني يوم كذا ولم أقترف ذنباً يستحق الضرب ؟؟!!!
نظر إليه الشيخ الوقور وقال بحب: هل ما زلت تذكر – يا بني- ذلك اليوم؟
قال محمد بحزن: والله – يا شيخي الفاضل- ما نسيتها يوماً!
قال الشيخ: أردت – يا بني- أن أعلمك كيف يكون طعم الظلم، حتى إذا ما آل الأمر إليك
تذكرت كيف يكون حال المظلوم، فلا تظلم أحداً أبداً.
اقترب السلطان محمد الفاتح من معلمه وشيخه الوقور وقبّل يده ورأسه
واعتذر منه على سوء ظنه وتصرفه.