قصة ملابس الامبراطور الجديدة

كان هناك امبراطور ، وكان رجلا جشعا للغاية ، وكان ينفق الكثير من الاموال علي الملابس
والقبعات ،الاحذية، الشعر المستعار، التيجان والفراء، المجوهرات والعباءات، فكان دائما
ما يقول انه يحب ان يرتدي ارقي الملابس .
واستيقظ الامبراطور في يوم ما وهو يشعر بالمزاج السئ ، واخذ يفكر في شيئا يمكن ان يعدل
عن مزاجه هذا ، لذا دعا مستشاريه الاثنين وهو يثق بهم كثيرا ، اخذ يتلي عليهم خطابا طويلا حول
انه ليس لديه اي ملابس ، واستغرب كثيرا الرجلان وتسائلا ماذا فعل باكوام الملابس
والفراء والمجوهرات الخاصة به .
ولكنهم بالرغم من ذلك سألوه عما يريد ، واخبروه انهم في خدمته دوما ، فقال الامبراطور ان
موعد الموكب قد اقترب فهو بعد ثلاثة ايام فقط ، وانه يجب ان يكون مرتدي افضل زي في هذه
المناسبة ، لذلك امر مستشاريه بارسال اعلان لجميع انحاء الامبراطورية ، لكي يجدون
له افضل خياط في جميع انحاء الامبراطورية .
وبالفعل ارسل كل من مستشاريه في ذلك اليوم الرسل الي جميع انحاء الامبراطورية، واخذوا
يبحثون عن خياط ماهر ، وفي اليوم نفسه، قرع اثنين غرباء باب القصر ، مدعيين انهم افضل
الخياطين علي وجه الارض ، وبالفعل جعلوهم يمرون الي داخل القصر لرؤية الامبراطور ،
وعندها سألهم الامبراطور هل تعتقدون انكم تصلحون لهذه المهمة ، فكان يسألهم الامبراطور
بمنتهي التفاخر ، واجابه الرجلين انهم يصلحون ، فلديهم اقمشة تأتي اليهم من اكثر الاماكن سحرا ،
ومنسوجة من اروع العناكب علي وجه الارض ، وبها مجوهرات محفورة جلبناها من اعماق الارض .
وهنا بدأ الامبراطور في ابداء الاعجاب لكلامهما هذا ، وكان متشوقا لما يسمعه وخاصة ان هذه
الاحتفالات سيراها المملكة باكملها ، لذلك يجب ان يرتدي الزي الاكثر اثارة للاعجاب ، وكان في هذا
الوقت يقف مستشاريه ويستمعون الي ذلك الحديث وكان يبدو لهم هذا الحديث مريب بعض الشئ .
اما عن الامبراطور فاخذ يصفق من الفرحة ، وقال الامبراطور لمستشاريه ان يعطوا للرجلين اموالا
بسخاء ويتأكدوا من انهم يوفرون لهم كل وسائل الراحة ، وتم اعطاؤهم اكبر غرفة خياطة في
الامبراطورية وكانت هذه الغرفة مليئة بالمجوهرات والفراء والاحجار الكريمة النادرة ، وفي اليوم
التالي وهو اليوم الذي يسبق الموكب، جاء الامبراطور للرجلين لكي يري ماذا فعلوا له من ملابس
رائعة ، وعندما اقترب من الغرفة لم يجد اي شئ في وسط الغرفة معروض ، فاخذ يسألهم هل
انتهيتم من الزي ، فانا متشوق للغاية لرؤيته ، واخذ يحملق في جميع انحاء الغرفة علي امل انه
سيري الزي الخاص بجلالته ، فقال احد الرجال لقد طرزنا لجلالتك اروع ما لدينا يا جلالة الامبراطور ،
صنعنا ثوب مطرز من الحرير والالوان الغنية والعقيق الاحمر والازرق مع الذهب المتلئلئ .
اخذ الامبراطور ينظر الي التمثال الذي امامه ، ولكنه عاريا ، فلم يري اي زي يرتديه ، ولا يري
شيئا من الذي يتحدثون عنه ، فاذا بواحد من الرجلين يقول له انك لا تري شيئا لاننا جئنا بهذا الزي
من مكان مسحور ، واحكم الرجال فقط هم من يستطيعون رؤية كم هو جميل للغاية هذا النسيج
السحري ، وبالطبع كان الرجلين يقومون بخداع الامبراطور ، فكان هدفهم الاول
والاخير هو سرقة الاموال والذهب .
وفي يوم الموكب ، استيقظ الامبراطور وهو كله حماس ، اعتقادا منه انه سيلبس اجود انواع الملابس ،
فدخل عليه الرجلين لكي يلبسوه زيه الجديد ، وطلبوا من الامبراطور ان يخلع ملابسه ، وما ان نظر
الامبراطور الي نفسه في المراة شعر بالارتباك الشديد ، فحاول الرجلين ان يشتتوا تفكيره وقالوا له
كم ان الصدرية الذهبية جميلة وهي مرصعة بارقي المجوهرات ، ولكن الامبراطور لم يري هذا كله ،
فكان لم يري شيئا سوي انه عاريا ، ولكنه بدأ يقتنع بكلام الرجلين وانه يلبس زي مسحور .
لذا تحمس كثيرا للخروج بهذا الزي الي الاحتفالات ، وقال لمستشاريه ان يخرجوه الي البواية
الامامية لكي يبدأ الاحتفال ، فكان يريد ان يجعل ضيوفه يرون ارقي زي لاروع امبراطور في العالم ،
وخرج بالفعل من قصره ، وتحولت جميع الرؤوس اليه ووقف الالاف من الرجال والنساء مذهولين
لما يروه ، فكان الامبراطور لا يرتدي شيئا ، وبالرغم من ذلك كان الامبراطور ينظر بفخر وغرور
الي شعبه ، وبالرغم من انه كان عاريا الا ان ضيوفه حاولوا ان ينافقوه وانحنوا امامه ولم يتفوه
احد بكلمة واحدة عن لباسه .

ولكن ضمن شعبه كانت تقف فتاة صغيرة صادقة كانت تقف مع امها وابيها ، وقالت بمنتهي العفوية
هذا الرجل يرتدي ملابسه الداخلية ، فانفجرت باقي الامبراطورية في نوبة من الضحك ، وهنا شعر
الامبراطور بالصدمة والحرج ، ووقف بجانب مستشاريه وهو يشعر بانه اجبن من اي وقت مضي ،
وقتها شعر الامبراطور بالعجز امام شعبه .
فكان يعيش في وهم كبير بخصوص القبعات والاحذية، والشعر المستعار، والتيجان والفراء
والمجوهرات، واكتشف الامبراطور اخيرا انه من الممكن ان يكون سعيدا دون الكثير من البنود المادية ،
وقضى بقية ايامه في اصلاح امبراطوريته بالطريقة التي ينبغي ان تكون دائما،
وكان معه مستشاريه والطفلة الصادقة .