الذئب ومنزل الكلب

كان الذئب يسير على الطريق في المساء ، وكان جائعا ، وحالته مذرية ، وهو في طريقه يبحث عن

اي شئ يأكله ، التقى بكلب ، وكان الكلب سمين وحالته الصحية جيدة جدا ، وبدا الكلب سعيدا ،
وفورا استطاع الذئب ان يصادق الكلب ، فاخذ الذئب يقول للكلب " تبدو في افضل حال ، ويبدو
عليك ايضا انك سعيد ومستمتع بحياتك ايها الكلب ، وبشرتك ناعمة وجميلة للغاية " واخذ يقول له
ايضا من الواضح انك تأكل وتتغذي بشكل صحيح وتأكل العديد من الفيتامينات والبروتينات والمعادن .
ابتسم له الكلب وقال له " انظر يا صديقي الذئب ، ان حياتي بسيطة للغاية ، فانني اعيش في منزل
كبير ، حيث يتم الاعتناء بي جيدا ، فيتم تغذيتي علي نحو ممتاز اربعة مرات يوميا ، كما ان
اصحاب المنزل اعطوني بيتا صغيرا لكي انام فيه ، فحياتي ليست بها اي صعوبات .
ورد عليه الذئب قائلا له ان حياتك جيدة ، وبالطبع اني اود ايضا نفس الشيء لنفسي ، ولكنك ترى
حياتي البائسة تلك ، فانا دائما جائعا ، وعظامي بارزة من ضعف جسدي ، فلا اجد أكل او مأوي مثلك ،
وقتها عرض عليه الكلب ان يأتي معه ، فقال له الكلب " تعال معي ، يمكنك
ان تعيش معي وسوف تكون سعيدا ايضا .
وبالفعل وافق الذئب فورا ، فهي فرصة ذهبية بالنسبة له بلا شك ، وهما في طريقهما الي المنزل
الذي يعيش به الكلب ، لاحظ الذئب ان رقبة الكلب لا يوجد بها شعر كباقي جسمه ، استغرب الذئب
كثيرا فلم يجد سوي شعيرات قصيرة جدا ، واخذ يسأل الذئب الكلب عن السبب وراء هذا .
وقتها اجابه الكلب بابتسامة عريضة قائلا " ان مالكي يضع حزام حول رقبتي دائما ، وتساقط
الشعر نتيجة ضيق سلسلة الحزام ، فيأخذه المالك بهذا الحزام حول رقبته ويدفعه به ، وقتها
استغرب الذئب كثيرا لما يسمعه ، وقرر في هذه اللحظة ان لا يذهب مع الكلب الي منزله ، فقال
الذئب لصديقه الكلب " صديقي ، اعذرني واسمح لي ان اعود الي الغابة مرة اخري ، فانا اصبحت
لا اشعر بالغيرة منك ، حتي وان كنت تأكل طعام جيد ولديك بيت خاص بك ، فانا عظامي رقيقة
وفي الحقيقة ، انا لست مثلك ، فانا حر ، واستطيع الذهاب الي اي مكان في العالم " .
وشكر الذئب صديقه الكلب علي كل شئ ، وعاد الذئب الي غابته سعيدا ومقتنعا بما هو عليه ،
لانه عرف وقتها ان الحرية هي كنزا حقيقيا لا يعوض باي شئ اخر .