قصة القطة والبلبل

ذات يوم وقع البلبل الجميل في قبضه القطة ، وأنشبت فيه مخالبها ، وهمست في أذنه بعد
أن ضغطته ضغطه يسيره جعلته يئن ويتلوى من الألم :
طالما سمعت يا بلبلي العزيز من أفواه الناس في كل مكان الثناء على الكثير من صوتك الجميل وعنائك العذب .
وهم يوازنون بين موسيقاه الشحية وأحسن أنواع المسيقى , وحيث صديقي الثعلب لايذهب باطلاً: فقد أخبرني
الثعلب ان لك صوتاً عذباً ندياً يشوق السمع ، ويشجي القلب ، وأود ان امتع سمعي بعنائك الجميل
وصوتك الرنان ، فلا ترتعد ياصديقي ، ولا تثيرن غضبي ، أتظنني أريد ان ألتهمك ؟ كلا , إني لا أريد
بك سوءا ومتى اسمعتني عناءك أطلقت سراحك لتجوب البلاد وتطير من شجرة الى شجرة
وانا مثلك صبّة بالموسيقى كلفة بالغناء .
ولكن الطائر المسكين كان ينتفض هلعاً ، ويترنح جزعاً ويكاد تحبس أنفاسه وهو في مخالب القطه ،
فقالت له القطة وماذا أصاب صوتك ؟ غني ولو أغنية واحدة ! )) لكن الطائر لم يقو على الغناء ,
وإنما نشج وتوجع .
فقالت القطة ساخرة :
(( أهذا هو الذي يملاء أرجاء الغابه سروراً وغناء جميلاً ؟! لقد خيبت أملي في الاستمتاع بغنائك ،
ولا جرب الآن . فعلك في فمي أشهى طعاماً وألذ مذاقاً))
وسرعان ما اختفى البلبل بين فكيها !