كان معروف الكرخي من الصالحين الأتقياء في بغداد، جالساً على شاطئ نهر دجلة ببغداد يحدّث أصحابه
ويعظهم ويحدثهم عن الجنة ونعيمها.. وبينما هم كذلك وإذا بمجموعة من الشباب يضحكون ويمرحون
ويصرخون بصوت عال..
التفت إليهم أحد الجالسين مغتاظاً ومعنفاً:
- أيها الشباب!! ألا تخجلون من أنفسكم.. انضموا إلينا لتسمعوا ما يفيدكم في أخراكم!!!
نظر الشباب إليه باستهزاء، وأخذوا يصفقون ويمرحون إلى أن انصرفوا..
التفت الرجل إلى الشيخ معروف قائلاً بغضب:
- يا شيخنا الجليل.. أما ترى هؤلاء الشباب الغافلين.. ادعُ عليهم فهم يستحقون ذلك؟؟؟
رفع الشيخ معروف يده إلى السماء قائلاً:
- إلهي وسيدي ومولاي.. أسألك بقدرتك على كل شيء أن تفرحهم في الجنة كما أفرحتهم في الدنيا!!
تعجب الحاضرون من كلام الشيخ، وقبل أن ينطق أحد منهم قال الشيخ بابتسامة لطيفة:
- إذا أفرحهم الله في الآخرة تاب عليهم في الدنيا، وأصبحوا صالحين مثلكم.. وفي ذلك خير!!!