كبر زياد وأصبح عمره ست سنوات فقرر والده أن يذهب به إلى المدرسة الابتدائية وأخبر زياد بذلك
وهو فرحان وسعيد وأخبره بأنه سيكون في السنة الأولي الابتدائية .
انزعج زياد بهذا الخبر كثيراً وأخذ يبكي ويبكي ويرفض الذهاب إلى المدرسة ويقول :
ـ لا لن أترك ألعابي وغرفتي الجميلة أبدا إن المدرسة مزعجة سأتعلم في البيت .
فقال له والده :
ـ وكيف ستتعلم وتقرأ وحدك ؟
يجب أن تتعلم الحروف في المدرسة لتستطيع القراءة والكتابة .
رفض زياد الذهاب إلى المدرسة وحزن الأب وتألم ولكنه ذهب إلى المدرسة وسَجّلَ ابنه
بها أملاً في أن يعود إلى رشده .
بدأ العام الدراسي وبدأ الأولاد والبنات جميعا الذهاب إلى المدرسة سعداء فرحين إلا زياداً
كان يلعب طول النهار وينام متأخرا ويصحو متأخراً .
وفي يوم من الأيام سئم زياد من اللعب بألعابه وأصبح أصدقاؤه لا يأتون للعب معه كعادتهم أخذ ينظر
من شرفة منزله إلى الشارع ويتأمل ، فوجد أصحابه يأتون وهم سعداء فرحون من مدرستهم يأكلون
الحلوى اللذيذة ويحملون حقائبهم وبها كثير من الكتب العلمية ويرتدون ملابس جديدة وجميلة ويرتدون
أحذية لامعة ويرددون الأناشيد الجميلة والحروف الهجائية التي لا يعرفها فأخذ زياد ينادي
عليهم لكي يأتوا للعب معه
فقالوا له :
ـ لن نأتي للعب معك فعندنا واجبات مدرسية ودروس يجب أن نذاكرها ونحفظها جيداً وعندنا غداً مدرسة .
حزن زياد كثيراً وذهب إلى والده وطلب منه أن يشتري له مثل ملابس أصحابه وحقيبة وكتباً وحذاءً جديداً .
فقال له والده :
ـ لا يمكن فهذه الملابس صنعت خصيصاً للمدارس وهذه الحقائب للكتب الدراسية .
فقال مازن :
ـ حسناً علمني هذه الأناشيد والحروف التي يرددها أصحابي .
فقال الوالد:
ـ هذه الأناشيد يعلمها المدرسون للتلاميذ في المدرسة وهذه الحروف لن تتعلمها في البيت
أبداً يجب أن تتعلمها في المدرسة.
أخذ زياد يفكر وقرر أن يذهب إلى هذه المدرسة وأخبر والده الذي فرح كثيراً وأخذ ابنه سريعاً
واشترى له ملابس المدرسة الجديدة وحقيبة جميلة وحذاءً لامعاً جديداً وأدوات مدرسية للدراسة:
أقلام ومساطر وكراريس ..
فرح زياد كثيراً ونام سعيداً وهو يحلم بهذه المدرسة .
وفي اليوم التالي استيقظ مبكراً وارتدى ملابسه الجديدة وحذاءه اللامع وحقيبته الرائعة ووضع
بها أدواته المدرسية ، وأحضرت أمه طعامه وشرابه وذهب زياد سريعاً إلى والده يستعجله للذهاب
إلى مدرسته وأخذه الوالد إلى المدرسة وعندما دخل إليها ووجد بها فناءً فسيحاً وواسعاً وشاهد أصحابه
يجرون ويلعبون وعندما شاهدوه أسرعوا إليه فرحين وسعداء به صعد زياد إلى الفصل استقبله
مدرس الفصل ورحب به وتلقي زياد علومه المتنوعة وكان مجتهداً وذكياً وكان يحصل دائماً على أعلى الدرجات.
كبر زياد وأصبح طبيباً مشهوراً وماهراً يحبه كل الناس ويذهبون إليه وأصبح والده فخوراً وسعيداُ به
وفي كل يوم يشكر زياد والده لأنه لم ييأس منه وأصر علي تعليمه ليصبح في هذه المكانة العالية
وكان كلما رآه يقول له :
ـ شكراً يا أبي .