كان أشعب جالساً مع بعض أصدقائه يتسامرون ويتضاحكون ويتحدثون عن عرس ابن شهبندر التجار
وعن الولائم والحلوى التي سيأكلونها في العرس، فطلب أشعب منهم أن يأخذوه معهم
إلى العرس ولكنهم رفضوا قائلين:
- ولكنك – يا أشعب- ليس لديك بطاقة دعوة لدخول العرس..
في الموعد المحدد للعرس لبس أشعب أجمل ملابسه واتجه إلى العرس بمفرده،
وعندما أراد الدخول منعه الحارس لعدم حصوله على بطاقة الدعوة..
جلس أشعب بعيداً عن الحارس وأخذ يفكر بطريقة يستطيع بها الدخول إلى العرس
وأكل ما لذ وطاب من الطعام.. وأخيراً اهتدى إلى حيلة..
أمسك أشعب بفردة حذائه في يده وخبأ الفردة الأخرى داخل كمه، وأمسك بمنديل وأخذ ينظف به فمه،
ثم اقترب من الحارس وقال له بأدب:
- لقد أكلت – يا سيدي- مع الفوج السابق وخرجت مسرعاً، ونسيت فردة حذائي بالداخل..
فهل تتكرم علي وتدخل وتعطيني إياها!!
أجاب الحارس بلطف:
- سامحني – يا سيدي- لا أستطيع ترك مكاني.. فلو تكرمت ودخلت أنت وأخذتها بنفسك.
ضحك أشعب في نفسه ودخل مسرعاً مبتهجاً فرحاً وهو يقول:
- يحيا الذكاء.. يحيا الذكاء!!!!