ذات يوم أراد حكيم القرية زيارة صديقه في البلدة المجاورة لبلده.. فعزم أمره وارتدى ملابسه وذهب
لقطع تذكرة للقطار، فقال له الموظف:
- الانطلاق بعد نصف ساعة من الزمن – يا سيدي -..
شكر الحكيمُ الموظفَ على حُسن استقباله وبشاشة وجهه، ثم انطلق إلى المقهى القريب من موقف
القطارات وطلب فنجاناً من القهوة وجلس يقرأ الجريدة اليومية ريثما يأتي وقت الانطلاق..
وبينما هو كذلك وإذا به يسمع صوت القطار معلناً الانطلاق..
لملم الحكيم الجريدة وأخذ يجري بسرعة كبيرة للحاق بالقطار، وعندما وصل إليه كان القطار قد بدأ بالسير..
أمسك الحكيم بباب القطار بصعوبة كبيرة واستطاع الصعود إليه، وأثناء صعوده سقطت إحدى فردتي حذائه..
فما كان من الحكيم إلا أن خلع الفردة الثانية وألقاها بجانب أختها..
تعجب الناس من تصرّف الحكيم وسألوه عن سبب تصرفه..
أجاب الحكيم بابتسامة لطيفة:
- أحببت من الذي يجد الحذاء أن يجد الفردتين معاً لينتفع بهما.. فلو وجد فردة واحدة لن تفيده،
ولن أستفيد أنا من الفردة التي ألبسها..