
جلس جحا يوماً في المسجد بعد صلاة المغرب ينصح إخوانه المصلين، ويقول لهم:
- أيها الإخوة المؤمنون.. هل تعلمون ما سأقوله لكم؟
فأجابه الحاضرون: كلا, لا نعلم.
فقال جحا بغضب: إذا كنتم لا تعلمون, فما الفائدة من التكلم إذن.. ثم نهض وخرج.
وفي اليوم الثاني، وعند انتهاء الصلاة التف المصلون حول جحا وطلبوا منه موعظة، فقال لهم:
- هل تعلمون ما سأقوله لكم؟؟
حار المصلون بماذا يجيبون، وفكّروا قليلاً ثم قالوا:
- أجل إنّا نعلم ما ستقوله!!.
نظر جحا إليهم قائلاً: ما دمتم تعلمون ما سأقوله فما الفائدة من الكلام؟ ثم نهض وخرج..
احتار المصلون في أمرهم واتفقوا فيما بينهم على أن تكون الإجابة في المرة القادمة متناقضة,
قسم يجيب لا, وقسم يجيب نعم..
وفي اليوم التالي جاء جحا كعادته إلى المسجد وصلّى المغرب جماعة، وعندما أراد الخروج،
ألحّ المصلون عليه أن ينصحهم.. فسألهم جحا:
- هل تعلمون اليوم ما سأقوله لكم؟؟!!
ضجّ المسجد واختلفت أصوات المصلين، قسم يقول لا، وقسم يقول نعم..
أومأ جحا بيديه أن يسكتوا.. ثم قال:
- جيد جداً.. مَنْ يعلم يُعلّم مَنْ لا يَعْلم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..