
كان ببغاء جميل يسكن في بيت جميل، على غصن شجرة.
يقضي الساعات الطوال في الغناء، مستمتعاً بما حوله من جمال الطبيعة، لا يعكر صفوه أحد.
وحوله أصدقاؤه، يزورهم ويزرونه.
وفي أحد الأيام جاء عصفور صغير يرتجف من الفزع، وهو يقول:
- جاء الثعلب وهو يدّعي أن هذه الغابة الجميلة كانت لأجداده من زمن بعيد، والآن يريد استعادة هذه الغابة.
صاحت الطيور مستنكرة هذا الادّعاء، ويؤكدون على ملكيتهم لهذه الغابة.
قال الببغاء:
- لنتّحد معاً حتى لا نمكّن لهذا الثعلب الاستيلاء على غابتنا.
صاح بوم أسود:
- ولكن الثعلب أقوى منا، ويملك أسلحة حديثة لا نملكها نحن، ولديه إثباتات على ملكية هذه الغابة لأجداده.
قال الببغاء في نفسه:
- كأنني أتذكر في مساء أحد الأيام كان هذا البوم واقفاً مع ثعلب يتحادثان، أظن أنه نفس
الثعلب الذي سيستولي على غابتنا.
ثم صاح الببغاء بغضب:
- اسكت أيها البوم، هذه غابتنا ولن نتنازل عن شبر فيها.. اسكت..
وبعد أيام جاء الثعلب ومعه بندقية كبيرة، وأخذ يطلق الرصاص هنا وهناك.. حتى أفزع الطيور..
وأخذت تهرب هنا وهناك.. والبوم يصيح بهم:
- اهربوا.. أنقذوا أنفسكم.. سيأكلكم الثعلب.. اهربوا..
هربت الطيور وبقي الببغاء صامداً في بيته، يدافع عنه بكل قوة، وهو يصيح:
- تعالوا أيتها الطيور.. لا تستسلموا.. هذه غابتنا وسندافع عنها بأرواحنا.. تعالوا..
وفجأة جاءت رصاصة غادرة إلى قلب هذا الببغاء الشجاع.. وسقط على الأرض ينزف..
نظرت الطيور من بعيد.. وحزنت كثيراً لما حصل مع صديقهم الببغاء.. فقال لهم البوم الأسود:
- ألم أقل لكم أن الثعلب أقوى منا؟؟ هيا نبحث عن غابة أخرى.
- صاح عصفور صغير:
- لا..لا.. لن أترك أرضي.. هاهو الببغاء دافع عن الغابة.. حتى نال الشهادة..
وأنا أيضاً سأدافع عن الغابة حتى استشهد، أو أطرد هذا المحتل الغاصب.
نظرت الطيور إلى شجاعة هذا العصفور الصغير، ثم التفت حول بعضها، واتفقت على خطة ذكية.
بدأ كل طير يحمل بمنقاره حجراً صغيراً، ثم هجموا على الثعلب هجمة طير واحد،
وأخذوا يلقون على رأسه بالحجارة حتى سقط صريعاً.
ثم جاؤوا إلى الببغاء الشهيد، وحملوه في جنازة مهيبة تليق بهذا الشهيد العظيم، وهم يقولون:
- على دربك سنسير دائماً أيها الشهيد. ولن نترك أرضنا للغرباء أبداً..
وأما البوم الأسود فقد طردته الطيور من الغابة، بعد أن تأكدت من عمالته واتفاقه مع هذا الثعلب الغاصب.