محبوب رجل فقير يعيش دائما على بيع الحطب لأهل قريته لا يعرف الكسل ولا الملل يوفر قوت أبنائه
الصغار و زوجته مبروكة ، ذات يوم سمع خربشة وراءه و صوت خافت يأتي من خلفه ،
تملكه الرعب و خاف و استدار فإذا بثعبان كبير، رغم أن الحطاب رجل شجاع
هم محبوب بالفرار لكن الثعبان قال له : لا تخف أيها الحطاب فأنا بحاجة إليك .
صعد محبوب فوق شجرة و قال له : ماذا تريد مني ؟ فأنا عملت في هذه الغابة عدة سنوات حطابا
و لم أضر أحدا
فقال الثعبان : و لأنك طيب القلب أردت منك خدمة و سوف لن أؤذيك و هذا وعد مني لك
قال الحطاب : و ما حاجتك بي ؟
قال الثعبان : أنظر هناك رجل يمسك فأسا يريد قطع رأسي ، فأنا ثعبان لدي زوجة و أبناء ،
أيرضيك أن يقتلني هذا الرجل وييتم أبنائي وتترمل زوجتي
رق الحطاب لحاله و قرر مساعدته فقال له : لا تهتم أيها الثعبان ، إني قبلت مساعدتك ، بشرط أن
لا تؤذيني و تعدني بذلك ... فأنا أيضا لدي زوجة و أبناء ... فرح الثعبان بكلام الحطاب و قال له :
إنه وعد مني لك أيها الحطاب الشهم .
نظر الحطاب إلى الجهة المقابلة فرأى الرجل و بيده فأس و هو يبحث عن الثعبان ...
و سأله: لماذا أنت فوق الشجرة أيها الحطاب ؟
فأجابه : لقد تمكن بي الجوع فصعدت إلى أعلى الشجرة لأقطف بعض الثمار
قال الرجل لمحبوب الحطاب : ألم تر ثعبانا مر من هنا ؟
رد عليه الحطاب قائلا : نعم لقد رأيت ثعبانا ضخما، لكنه مر من الجهة الأخرى
و كان الثعبان يسمع كلامهما ...
انصرف الرجل و بيده الفأس متجها إلى جهة معاكسة ... ثم خرج الثعبان من مخبأه و قال للحطاب محبوب :
شكرا لك أيها الحطاب على مساعدتي ، إنك ضللت طريق الرجل ... ، لذلك فأنا أحس بالأمان معك، انزل
من أعلى الشجرة ، ونزل محبوب من الشجرة و صافح الثعبان بحذر شديد ، لكن الثعبان التف حوله ...
و قال له : ماذا تفعل بي ؟
قال الثعبان : لا تخف إني أصافحك يا صديقي ...
أحس محبوب أنه في ورطة ، خاصة و أن الثعبان حيوان سام .... و جوعان
فقال في نفسه : يجب علي أن أتخلص منه قبل فوات الأوان ، و أن أجد طريقة تجعله يفك عني..
ضحك محبوب و سمعه الثعبان فقال له : لماذا تضحك أيها الحطاب ؟
قال : لأن لدي أبناء و زوجتي ، وكلهم في انتظاري وسوف لن يصدقونني إن عدت لهم و قصصت
عليهم ما جرى بيني و بينك أيها الثعبان ...
قال الثعبان للحطاب : و من قال انك ستعود لأبنائك ولزوجتك حيا ترزق ؟ إنكم معشر الآدميين
كلكم مثل بعضكم تؤذون الحيوانات و تقتلوننا و لا تتركوننا نعيش في أمان في الغابة .
اضطرب الحطاب محبوب من كلام الثعبان ، و خاف و لم يعد يثق به و عرف أنه خدعه
و خالف الوعد و تنكر لجميله .
و قال له : لكنك وعدتني بأن نكون أصدقاء ...
ضحك الثعبان من كلام الحطاب و قال له : ههههههه إنك رجل ساذج ، صدقت كلامي بسرعة فانا
جوعان وعلى مدى أربعة أيام لم آكل شيئا..
تعجب محبوب و استغرب من موقف الثعبان الذي أنقذ حياته من رجل كان يريد قتله و قطع رأسه بفأس !
ضحك ثانية و قال : ههههههه و هل هنالك أمتع من لحم البشر !
تيقن محبوب أن الثعبان جاد في ما يقوله و يريد التنكيل به و أكله و فهم أنه غير وفي ويفكر في إيذائه .
لكن الحطاب أخذ يفكر في حيلة و ينتظر الوقت المناسب لتخليص نفسه من هذا الثعبان اللئيم و ناكر الجميل ،
لأنه أحس بالخطر محدق به ...
فقال للثعبان : أمهلني و فك عني أيها الثعبان أريد أن أعطيك شيئا تأكله من هذه الشجرة ...لأنك جوعان
منذ أربعة أيام و إذا لم تشبع فيمكنك أكلي بعد ذلك ....
وافق الثعبان على طلب الحطاب "محبوب" و أطلق سراحه ،و صعد إلى الشجرة المسمومة
و أتى له بثمار منها و قدمها له و بدأ الثعبان يأكل تلك الثمار المسمومة بنهم .
ثم سأله الحطاب : هل شبعت أيها الثعبان ؟ فأنت صديقي دائما ، وكنت تمزح معي أليس كذلك ؟
ضحك الثعبان و قال : يا لك من معتوه ، أنا لا أمزح و إني أتحدث معك بجدية ، ثم إني لم أشبع
و سوف ابدأ في أكلك يا صديقي الحطاب هههههه
رد عليه الحطاب : تمهل قليلا ، قد تأكلني بعد حين ،و لكن عليك بقسط من الراحة .
وقتها أحس الثعبان بتعب شديد نتيجة الثمار المسمومة التي تناولها ثم رد على الحطاب قائلا له :
اعتقد أنك على حق يجب علي أن آخذ نصيبا من الراحة و سأنام قليلا .
و بقي الثعبان تحت جذع الشجرة منهارا ، متعبا و السم يتنقل في عروقه و رغم أنه حيوان سام ،
فإن نوعية هذه الثمار تؤثر فيه و تقضي عليه.
بقي الثعبان يتلوى من شدة الألم و على تلك الحالة إلى أن مات . نطر محبوب إلى جثته و قال له :
هذه هي عاقبة كل من أخل بعهده، خاصة إذا ما تعلق بإنسان حمى إنسان أو حيوان و نجاه
من موت محقق .
هكذا يا أصدقائي الصغار تنتهي قصة الحطاب محبوب و الثعبان ناكر الجميل و أرجو أنكم قد أخذتم فكرة
عن عاقبة كل من يخالف الوعد ، و أن تكونوا أوفياء للعهد و للوعد و لمن قدم لكم جميلا