اتفق حافظ مع صديقه علي بابا على أن يكوّنا عصابة كبيرة، ترهب الناس وتسرقهم صباحاً مساءً..
بحث الصديقان كثيراً حتى استطاعا تكوين أكبر عصابة إجرام في العالم.
أبحرت العصابة في سفينة كبيرة، تبحث عن مدينة غنية كي تحكمها وتسرق أهلها.
وبعد أسابيع رست السفينة على ميناء مدينة رائعة الجمال، فيها أشجار كثيفة، وجداول ماء عذبة،
ومناجم ذهب غنية، وبترول لا مثيل له في العالم، إلى ما هنالك من ثروات هائلة..
فرح حافظ وصديقه كثيراً بما رأوه من أموال كثيرة.
ولكن فرحهم كان أكثر لما لقوه من ترحيب وتأهيل من أهل هذه المدينة التي عُرف عنهم الكرم وحب الضيافة.
تحدث حافظ إلى أهل المدينة عن حلمه بتجميل هذه المدينة، وجعلها من أهم مدن العالم، وأنه يستطيع
بفضل هؤلاء الخبراء الذين يحملهم معه في السفينة على استخراج الكنوز المدفونة في المدينة،
أفراد عصابته الإجرامية كان يسميهم خبراء.
ولكنه اشترط عليهم أن يكون حاكماًً للمدينة حتى يقدم خبراءه للعمل في هذه المدينة.
وافق أهل المدينة لطلب حافظ، لأنهم سمعوا منه كلاماً جميلاً رائعاً، وجعلهم يحلمون بمدينة رائعة الجمال
تفوق مدن العالم.
بعد عدة أشهر استخرج حافظ الذهب والبترول والمعادن النفيسة وصدرها للخارج.
كان أهل المدينة ينتظرون الأموال التي ستُغدق عليهم، والنِّعم التي يحلمون بها،
ولكنهم لم يروا شيئاً.
تشاور أهل المدينة فيما بينهم، واقترحوا على أن يذهب وفد من عندهم يسأل الحاكم حافظ عن
الأموال التي حدّثهم عنها.
ذهب الوفد ولم يعد..
انتظر أهل المدينة كثيراً عودة الوفد دون نتيجة، فأرسلوا وفداً آخر كي يسألوا عن الوفد الأول،
وعن الأموال التي لم تأتِ بعد.
وكان حال هذا الوفد كحال الذي سبقه..
قرر أهل المدينة أن يجتمعوا كلهم عند الحاكم، كي يسألوه عن الوفود المتتابعة التي أرسلوها..
وعندما اقترب أهل المدينة من قصر الحاكم، فوجئوا بحراس أشداء على أول طريق القصر، فقد كان
القصر بعيداً جداً لا يرونه ولا يستطيعون الوصول إليه.
وفجأة انهال حرس الحاكم بالضرب والشتم ورمي الكرات الملتهبة عليهم.
صرخ الأهالي واستغاثوا ولا من مجيب..
وبعد وقت طويل خرج ابن الحاكم بشار على أهل المدينة، وكان بشار شاباً طويلاً عرف عنه حبه للحياة،
ووعدهم بتوزيع الأموال عليهم قريباً..
صدق الأهالي وعود بشار وذهب كل فرد إلى بيته ينتظر هذه الوعود.
ولكن بشار كان كأبيه مراوغاً كذّاباً، فقد ذهب إلى صديق والده علي بابا، وطلب منه مساعدته
في إسكات أهالي المدينة.
كان علي بابا سفاحاً لا يعرف الرحمة، فأرسل جنده وقد ربطوا جباههم بمناديل سوداء.
انطلقت هذه العصابة الهمجية تقتّل الناس وتسرق بيوتهم وأموالهم وأطفالهم ونساءهم..
أصيب أهل المدينة بالصدمة من وعود حافظ ومن بعده ابنه بشار، ومن كلامهما المعسول.
وما هي إلا أيام واستيقظ أهل المدينة من صدمتهم، وقرروا جميعاً:
الوقوف أمام بطش حافظ وبشار اللذين لم يعرف أحد من أين جاءا،
واتفقوا على تكذيبهما مهما كانت وعودهما ..
كما أنهم اتفقوا على أن يكونوا يداً واحدة، بعد أن زرع الحاكم الفرقة بينهم..
ضحّى أهل المدينة بدمائهم وأموالهم وأوقاتهم وبكل ما يملكون..
مرت الأيام والشهور والدمار عمّ المدينة بعد أن كانت من أجمل بقاع العالم..
وأخيراً تمكن أهل المدينة من طرد حافظ وبشار وعلي بابا وأعوانهم شرّ طردة، وجعلوهم عبرة لمن يعتبر.