ما أنصفناك
كانَ أميرُ المؤمنينَ عمرُ بنُ الخطّابِ يَتَفَقَّدُ النّاسَ في سُوْقِ المدينةِ المنوَّرةِ، فرأى رجلاً
عجوزاً يَشْحَذُ. فسألَه عمرُ:
ـ ما أنتَ يا شَيْخُ؟.
ـ قال العَجُوزُ: أنا يهوديٌّ عجوزٌ كما تَرَى، أَسْألُ النّاسَ الصَّدقَة، لأفي الجزيةَ،
ولأنفقَ على عِيَالي.
تأثَرَ أميرُ المؤمنينَ ممَّا سَمِعَ، وقال لليهوديِّ:
ـ ما أنصفْناكَ يا شيخُ.. أخَذْنا منْك الجزيةَ شابّاً، ثُمَّ ضَيَّعْناكَ شيخاً.
وأمسكَ الأميرُ بيدِ اليهوديِّ، وأخَذَه إلى بيتِهِ، وأطَعَمهُ ممَّا يأكُلُ، وأرسلَ
إلى خازن بيتِ المالِ، وقال له:
ـ افْرِضْ لهذا وأمثالِهِ ما يُغْنِيْهِ ويُغْنيْ عِيَالَه.