كان هناك أخوان يملكان سفينتين شراعيتين..
كان عمر يحب تفقّد السفينة قبل أن يبحر في البحر
أما رائد فكان كسولاً، لا يتفقد السفينة ولا يصلحها إلا إذا ظهر عليها عيب كبير
في أحد الأيام اتفق الأخوان على الإبحار في الصباح الباكر، كي ينقلا المسافرين إلى الجهة المقابلة.د
في صباح اليوم الثاني وصل الأخوان إلى سفينتيهما.
بدأ عمر يتفقد السفينة وأشرعتها وقوارب النجاة فيها، ووجّه أشرعته إلى حيث يريد،
كما يفعل في كل مرة. ومن ثم انتظر حتى تهب الريح لينطلق إلى وجهته.
أما رائد فقد تناول طعام الفطور على مهل، ومن ثم التقى ببعض أصدقائه، فأخذ يحدثهم عن بطولاته
في البحر وإنجازاته العظيمة.
وكعادته لم يتفقد سفينته، ولم يوجه الشراع إلى حيث يريد، لأن حديثه مع أصدقائه أخذ كل وقته.
فجأة هبت الريح بقوة..
فانطلقت سفينة عمر بقوة وثبات..
أما سفينة رائد فقد بقيت مكانها تتجاذبها الريح هنا وهناك..
أسرع رائد كي يوجه شراع سفينته لكنه لم يستطع بفعل شدة الريح..
حاول رائد مرات ومرات دون جدوى..
نظر رائد إلى سفينة أخيه عمر فوجدها قد ابتعدت كثيراً، وهو ما يزال في مكانه يحاول
توجيه الشراع.. ويحاول.. ويحاول...