انطلقت سلام برحلةٍ على الأقدام، ورافقها الأطفال الصغار ,حينما نشرت الشمس أشعتها الذهبية
على حقول القمح، فأخذت تكلمهم عن حبة القمح العزيزة .
كيف تكون واحدة ثم تُبذَر فيخرج منها سنبلة مليئة بحبات القمح.
قالت شام : ما أجمل البساتين والحقول !!
صرخت سلام فجأة : ما هذا ؟ ما هذا الشيء الذي يمشي على قدمي ؟
صاح الأطفال : اقتليه حتى لا يلسعكِ
تريثت سلام وقالت: لنرى ما هو ؟ ( يا الله) إنها فراشة جميلة زاهية الألوان ! أُنظروا يا أطفال ما أجملها !
قال الأطفال : ما أكثر الفراشات ! ألوانها كثيرة و زاهية , جمالها لا يوصف . أسرع الأطفال
يجمعون الفراشات فجمعوا عدداً كبيراً منها وبألوانٍ مختلفة .
عادوا إلى البيت، فوضعوها بأواني زجاجية فاستمتع الأطفال بمنظرها.
سألت شام : كيف تتكاثر و متى ؟
قالت سلام : تتكاثر بالبيض وبعد يومين تخرج اليرقات . ثم تتحول إلى فراشات زاهية تلفت الأنظار
بتعدد ألوانها وأحجامها فمنها الصغير ومنها الكبير. أما موسم التكاثر فيكون في شهر أيار .
قالت رؤى بحزن : لكني شاهدت مجموعة كبيرة من الفراشات تسقط على الأرض ميتةٴ
حين رش أبي الأشجار بالمبيدات .
قالت سلام : أجل, فالمبيدات تؤذي الطبيعة وتؤدي إلى موت الفراشات والحد منها،
فأرضٍ بلا فراشات كليلٍ بلا نجوم .
قالت شام : أُحب منظر الفراشات في الليل وهي تقترب وتبتعد عن الأضواء فتبدو كأنها
شهب صغيرة تخترق الظلمة فتُنيرُها .
قالت سلام : هل استمتعتم بالرحلة ؟
صرخت شام بحدة : أطلقوا الفراشات .
قال محمد : ولماذا , أنا سأحنطها ؟
قالت شام : إذا بقيت داخل الأواني فإنها ستموت. أتخيلها تقول : "اتركوني أذهب
إلى الحقول لأستمتع بالأشجار والهواء والليل ".
قالت سلام : باركَ الله فيكِ يا شام .
أسرع الأطفال وفتحوا الأواني فطارت الفراشات محلقةً تردد : "شكراً للأطفال الأعزاء ،
فنحن مثلكم نحب الحرية والأمان" .