عمتي النخلة

وقف عمر أمام نخلة باسقة نظر إليها في حب وإعجاب ، ابتسمت النخلة لعمر ، ورحّبتْ به :
ـ أهلاً بك يا عمر وأنت تزور عمتك النخلة .
سُرَّ عمر من كلام النخلة ، ومن ابتسامتها وقال :
ـ يشرفني يا عمتي النخلة أن أزورك ، فأنت من أشرف الأشجار المستقيمة ؟
عندما انظر إليك ، وأراك قد فتحت أغصانك للسماء ، تدعين الله الرحمن الرحيم لنا ،
أرفع كفّي إلى السماء وأدعو ، فأنت دعاء دائم .
قالت النخلة : عظيم .. ثم ماذا يا عمر ؟
قال عمر : ويذكرني ساقك المستقيم ، بأن أكون مستقيماً في سلوكي .
قالت النخلة : عظيم .. فالمسلم مستقيم ، لا يكذب ، ولا يغشّ ، ولا يخدع ، ولا يخون .
قال عمر : وأنا - يا عمتي - أحبُّ تمرك اللذيذ .
سألت النخلة : وكم تمرة تأكل في اليوم يا عمر ؟
أجاب عمر : أحيانا آكل ثلاث تمرات ، وأحيانا سبع تمرات .
قالت النخلة : عظيم .. فاحرص على تمري ، فقد جعل الله فيه فوائد كثيرة .
قال عمر : إن شاء الله
ودّع عمر عمته النخلة و هو يقول لها :
ـ لن أنس وجهك المشرق كالشمس ولا تمرك اللذيذ يا عمتي النخلة .