نباهة أعرابي
كان الأصمعي (من علماء اللغة العربية) يُلقي درساً في مجلسه وحوله تلامذته وأحباؤه وعامة من الناس،
وأثناء الدرس استشهد بآية من القرآن الكريم:
- قال تعالى: (والسارقُ والسارقةُ فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله غفور رحيم).
قطع أعرابي الدرس قائلاً بفضب: - يا أصمعي- كلام من هذا ؟
رد الأصمعي متعجباً: هذا كلام الله ..
فقال الأعرابي بغضب: هذا ليس كلام الله !!
انتشر اللغط في المجلس وثار الناس على الأعرابي الذي ينكر آية واضحة في القرآن الكريم،
لكن الأصمعي بقي محتفظاً بهدوئه ثم سأله:
- يا أعرابي هل أنت من حفظة القرآن الكريم؟؟؟
ردّ الأعرابي: لا!!! ..
قال الأصمعي بتعجب: إذاً كيف حكمت بأن هذه الآية ليست من كلام الله تعالى؟!
ردّ الأعرابي بثقة: أعد ما قرأته – يا أصمعي- مرة أخرى!!!
أعاد الأصمعي الآية: (والسارقُ والسارقةُ فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله، والله عزيز حكيم).
المائدة/ 38
صرخ الأعرابي بفرح:
- هذا كلام الله.. هذا كلام الله!! أنت قرأت بنهاية الآية: والله غفور رحيم، والصحيح: والله عزيز حكيم..
يا أصمعي (عزّ فحكم فقطع) ولو غفر ورحم لما قطع .. ليس من المعقول أن تنتهي الآية بكلمة
غفور رحيم لأنّ هذا المكان ليس محل مغفرة بل محل حزم وتطبيق لحد من حدود الله.