كان محمود يحب الدراسة جداً، وكانت علاماته مرتفعة دائماً..
فأهداه والده جهاز كمبيوتر كي يستفيد منه في دراسته وأبحاثه..
فرح محمود وشكر والده على هذه الهدية القيّمة..
صار محمود يجلس أمام شاشة الكمبيوتر الساعات الطوال دون أن يشعر بالوقت..
فنبهه والده إلى التخفيف من جلوسه أمام الكمبيوتر دون جدوى..
وأهمل دروسه وامتحاناته وهو يستكشف ما يحويه هذا الكمبيوتر، وخاصة الألعاب الموجودة فيه،
فقد أحبّ هذه الألعاب كثيراً وأخذت معظم وقته..
دعا مدير المدرسة والد محمود ليسأله عن سبب تأخر محمود في دراسته، فقال له والد محمود:
- إنه جهاز الكمبيوتر الذي أهديته له، لأنه يقضي وقته كله أمام الكمبيوتر وألعاب الكمبيوتر..
في اليوم التالي استدعى مدير المدرسة محموداً، وأخذ يحدثه عن فوائد الكمبيوتر العلمية
والثقافية والترفيهية المتعددة، ثم سأله عن بعض البرامج العلمية التي لابد لكل طالب أن يعرفها..
سكت محمود خجلاً من كلام المدير، لأنه لم يحاول التعرف على هذه البرامج المفيدة،
فقد أحبّ الألعاب كثيراً، فأخذت كل وقته.
قال المدير:
- يا محمود أنت طالب مجتهد نشيط، وجميع المدرسين والطلاب يشهد بذكائك وعبقريتك، فلمَ تضيّع
وقتك في هذه الألعاب؟؟ لم لا تخترع لنا أنت برنامجاً على الكمبيوتر كما نرى بعض الطلاب الأذكياء،
الذين استفادوا من هذا الجهاز الذكي فطوّروا بعض البرامج، بل وأوجدوا لنا برامج مفيدة رائعة.
عاد محمود إلى بيته حزيناً منزعجاً من توبيخ مديره له، بعد أن كان محبوباً عنده..
جلس محمود أمام الكمبيوتر وأخذ يفكر بكلام والده ومديره، فوجد نفسه مخطئاً، وأدرك مقدار
حبّ والده ومديره له وخوفهما على مصلحته..
فقام بإلغاء جميع الألعاب الموجودة في الكمبيوتر، وأخذ يبحث عن البرامج التي حدّثه عنها مدير المدرسة،
وبدأ يكتشف الأسس التي بُنيت عليه هذه البرامج.
وبعد فترة من الزمن طوّر محمود أحد هذه البرامج، بعد دراسة واسعة لعدّة برامج..
وأخذ جائزة تشجيعية من مدرسته، وصار اسمه الجديد:
المخترع الصغير محمود..