كان الغزال الصغير يلهو ويلعب فابتعد عن قطيع الغزلان حتى نزل الظلام ولم يعد يرى الطريق بوضوح .
حاول أن يعود إلى قطيع الغزلان فلم يستطع ، سار وسار ...
رأى الثعلب الغزال- فرح كثيراً – وقال في نفسه : هذا الغزال سوف يكون طعامي لأيام .
سأل الثعلب الغزال: ماذا تفعل هنا يا صغيري الجميل ؟!!
رد الغزال: لقد تُهْت وبسبب الظلام لم أعد أرى الطريق .
فقال له الثعلب :لا تقلق ، أنا أساعدك !! انتظرني هنا حتى أعود.
ذهب الثعلب بعيدا عن الغزال وحفر حفرة ، همس بصوت منخفض هنا أصيد الغزال وآكله..
رأته البومة الواقفة على غصن الشجرة وسمعت دندنة همسه.
طارت البومة مسرعة نحو الغزال وأخبرته بما رأت وبما سمعت .وقالت له: سأعطيك إشارة
في الطريق تعرف بها أنك اقتربت من الحفرة.
شكرها الغزال وانتظر الثعلب .
عاد الثعلب المكار وقال للغزال: هيا سر أمامي ، فقال له الغزال : كيف أمشي في الأمام
وأنا لا أعرف الطريق ولا أراها .!!
مشى الاثنان ، كان الثعلب من أمام والغزال خلفه وحلقّت فوقهما في الأعلى البومة ، وما أن
وصلا إلى الحفرة حتى سمع الغزال صوت البومة ، فدفع الغزال الثعلب المحتال وأهواه في الحفرة .
فرحت البومة ثم قالت للغزال : تعال أدلك على الطريق .
بدا الصباح يشع نوره والعصافير تزقزق كما بدأ الغزال برؤية الأشياء بوضوح وعرف أنه اقترب من بيته .
شكر الغزال البومة ثانية ..
لكن!! ما عادت البومة ترى في النور ولم تعد تستطيع العودة إلى غصنها ..
اقترح الغزال عليها أن تستريح وبدوره يساعدها في العودة وهكذا كان ..
اتفق الاثنان على أن تبقى صداقتهما دائمة فإذا زار الغزال أيضا البومة ليلا ساعدته في العودة ..