قصة عطّروا الصدقة
ذهب مهند مع والده إلى صلاة الجمعة ، فسمع خطيب الجمعة يحثّ المصلين على بذل الصدقات،
وخاصة في شهر رمضان المبارك، وإذا لم يجد أحدكم صدقة فليتبرع بما عنده ولا يحتاج إليه ،
على أن تكون هذه التبرعات تليق بالله تعالى.
لأن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير.
دخل مهند غرفته وفتح خزانته وأخرج جميع ملابسه ، ووضعها على السرير.
وصار يأخذ الملابس القديمة والتي كان لا يحبها لأنها ليست على "الموضة"، أو لأن شكلها صار قديماً ،
أو لأنها قد تمزقت أثناء اللعب وقامت أمه بخياطتها ، فصار شكلها منفراً.
ووضعها في الكيس دون أن يطويها ، وكأنه يريد رميها في الحاوية.
ثم أعاد الملابس الجميلة إلى الخزانة وهو يبتسم مسروراً لأن خزانته صارت مرتبة جميلة ،
بعد أن تخلص من الملابس القديمة.
أعطى مهند كيس الملابس لأمه ، ثم أخذ بيدها وأدخلها غرفته كي ترى خزانته مرتبة جميلة .
أفرغت أم مهند الكيس فرأت الملابس مرمية فيها دون ترتيب ، ورأت بعض الملابس التي كانت سترميها
في الحاوية ولكنها تركتها كي تستعملها كممسحة للأرض .
قالت أم مهند وهي تكظم غضبها:
* كم صارت خزانتك جميلة يا مهند ، وفيها الملابس الجميلة التي تحبها . والآن سأشتري ملابس
جديدة وسأعطرها وأطويها طيّاً مرتباً ، كي تأخذها وتعطيها لإمام المسجد كي يتبرع بها للفقراء.
نظر مهند بدهشة إلى أمه وقال لها:
* لماذا ستشترين ملابس جديدة ؟؟ هذه الملابس التي في الكيس لا نحتاجها ، هكذا قال إمام المسجد.
قالت أم مهند:
* يا مهند يا حبيبي قال إمام المسجد أن تتبرعوا بما لا تحتاجونه ، بشرط أن يكون جميلاً ترضاه لنفسك ،
وليس للتخلص من القديم الذي تأباه وترفض لبسه.
قال مهند:
* حسناً يا ماما .. سآخذ الملابس التي في الخزانة وسأتبرع بها ، واشتري لي ملابس جديدة بدلاً منها.
قالت أم مهند :
* لا يا حبيبي.. لو أنك تبرعت منذ البداية بهذه الملابس التي تحبها ، كنت حينئذ سأشتري لك ملابس جديدة.
وليكن هذا درساً قاسياً لك لن تنساه في حياتك.
والآن ستذهب معي إلى السوق وستختار أجمل الملابس التي تحبها كي تتبرع بها أنت.